السبت، 31 مارس 2012

بشار لا يفهم! الإثنين، 20 فبراير 2012

أكَّد الله سبحانه فى أكثر من موضع فى كتابه أنه لا يهدى القوم الظالمين؛ بل يختم على قلوبهم؛ ويحرمهم تسديده وتوفيقه؛ فالواحد منهم يكون على أشد حالات الفساد والانحراف، ومع ذلك إذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون؛ ومن الناس من فاق ظلمه كل الحدود فأثمر ظلاما ًلف قلبه وطمس بصيرته؛ فماعادت تؤثر فيه موعظة ولا تنفعه عبرة؛ فيزداد غياً فوق الغى كلما كثرت النذر من بين يديه ومن خلفه. أما من استقامت سيرته وصحت فطرته فيكفيه النظر فى حال مساكن الذين ظلموا أنفسهم ليتبين له كيف فعل الله بكل جبارٍ عنيد؛ وهو ما لخصّه رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: (والسعيد من وُعظ بغيره). تنظيرٌ وفق قواعد الشرع سيعينك كثيراً على توصيف حالة بشار الأسد وهو يبطش بقومه وينكل بهم غير مكترثٍ بأمثلة طغاة فاقوه شراً وحقداً تهاوت عروشهم عن يمينه وشماله؛ فهم بين مقتولٍ ومحصورٍ ومطارد، فتظل عامة يومك وآنت تطالع شاشات التلفاز تنقل صور المذابح البشعة من سوريا، تتعجب كيف لا يفهم بشار أن نهايته لن تختلف كثيراً عن نهايات من سبقوه وكانوا أشد منه قوة ً وأكثر جمعاً؟.

وحده بشار الأسد دون العالم أجمع لا يفهم أن الموت يزحف إليه بخطى حثيثة وأن سقوط نظامه أصبح مسألة وقتٍ ليس أكثر؛ فلاتزال أوهام استعادته لزمام الأمور وعودة سوريا إلى قبضته الحديدية تلعب برأسه كما تلعب الخمر برأس سكيرٍ.. يحسب أن (الفيتو) الصينى الروسى مع مساندة إيران غير المشروطة قد مثلا ركناً شديداً يمكنه الالتجاء إليه؛ فاجترأ أكثر وأكثر على ذبح شعبه الأعزل من الوريد إلى الوريد؛ فى إشارة أخرى على انعدام الفهم؛ إذ أن حجم رقعة الغضب الأممى الإسلامى والعربى سيتزايد فى المقابل على نحوٍ يؤازر الشعب السورى ويتفاعل مع قضيته كرد فعلٍ طبيعى لمؤامرة دولية متعددة الأطراف..

فالغريب أن لُحمة هذه الأمة لا تظهر إلا وقت اشتداد الكرب وارتفاع وتيرة الظلم؛ فمثلها كمثل جسدٍ واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى؛ وهو أيضاً ما يستعصى على أمثال بشار فهمه.

وعما قليل ليرين بشار وعصابته أن نزيف الدم السورى المتصاعد هو فى حقيقته دماءٌ تسرى فى عروق الثورة فيشتد ساعدها وتزداد قبضتها إحكاماً على سيف ٍسيغمد فى سويداء قلوب زمرته حتماً لا ريب؛ فالقاعدة الشهيرة أن من سل سيف البغى قُتل به؛ وعلى الباغى تدور الدوائر.

رسالة خاصة إلى واشنطن: اختباركم لقياس رد فعل الشارع المصرى بعد الثورة ليس جديداً؛ وإن كان أتى هذه المرة فجا ًمتغطرساً كعادتكم حينما تتقمصون دور راعى الأبقار؛ إلا أن إلقاء الشعب المصرى القفاز فى وجوهكم مثَّل نتيجة أزعم أنها فاقت توقعاتكم بكثير؛ لذا نرجو أن تكونوا قد استوعبتم تصميم الشعب المصرى على كسر كل قيدٍ حال بينه وبين كرامته؛ فتعيدوا ترتيب أوراقكم للمرحلة المقبلة بتفهمٍ أكبر لوضع مصر بعد الثورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق