الأحد، 27 نوفمبر 2011

ردا ًعلي مقال (الثقافة فى خدمة اللحى والجلابيب)

ثمة سخرية واضحة تميز لهجة الأستاذ ( سلماوي) لا تخطأها قريحة القارئ ، لكني لن أتوقف عندها كثيرا فلن آسي علي رجلٍ يلمز من استن بهدي النبي صلي الله عليه و سلم و يُعرض بهم هذا التعريض الفجّ وقد أتاه نبأ الأحاديث النبوية المستفيضة التي حثت الرجال من أمة محمد صلي الله عليه و سلم علي الإقتداء بهديه ، إنما الذي استغلق عليَّ فهمه في حقيقة الأمر هو لماذا يضيق السلماوي ذرعا ًبأصحاب اللحي و الجلابيب وهم يمثلون قطاعا ً عريضا ًمن الشعب المصري ؟ أليست الليبرالية في زعم أصحابها تدعو إلي الحرية الشخصية في اختيار المظهر الخارجي فلماذا إذن كل هذا الإنزعاج ؟ هل ضاقت الأرض بما رحُبت فما عادت تتسع إلا لل( الكفرة و الملاحيد ) كما ذكرت يا أستاذ ( سلماوي) أما أبناء التيار الإسلامي المعبر عن حقيقة الشعب المصري و أصل هويته فليس لهم مكان في الساحة الثقافية؟ لماذا يُصرالليبراليون علي لغة الإقصاء العنصرية هذه بكل مفرداتها ؟ إذا كان علي يقينٍ أن بضاعتنا مزجاة ، فليخل ِ بيننا و بين الجمهور وليدعه يحكم بنفسه بدلاً من زعم حماية الثقافة ...هذه ليست حماية ، بل هي محاكم تفتيش ٍجديدة ، وبدلا ً من أن يرحب بصنيع حزب (النور) أن أبدي اهتمامه بالعرس الثقافي الذي يستضيفه الثغر السكندري إذا به يشيع جوا ًغير مبرر من البغضاء.
لطالما انتهج التيار السلفي الإصلاح التدريجي بالحكمة و الموعظة الحسنة ، وتحملنا في سبيل ذلك الكثير من صنوف الإبعاد والتنكيل،لعلمنا بعظم المسؤلية الملقاة علي عاتقنا،ونحن في حلٍ من التأكيد علي مشاركة أبناء التيار الإسلامي في الثورة من أول ما استبان للناس أنها ثورة شعبية حقيقية ... ولو كنت تقصد نزول السلفيين بكل ثقلهم إلي الشارع صبيحة الخامس و العشرين ،ففهمنا للواقع نبأنا أن العالم بأسره فُزع بفعل فاعل من أي تحركٍ إسلامي منظم علي الأرض يهدف إلي القضاء علي مظاهرالطغيان ، فكان لزاما ًأن يأتي تحرك عفويٌ لا يُتخذ أثناءه الإسلاميون ذريعة ً للتنكيل بالشعب المصري كله بزعم القضاء علي ( التطرف) ، وليت شعري فما كنا لنعدم لو حدث ذلك كُتابا ًكالأستاذ ( السلماوي) ، لا يبخل الواحد منهم بكل قطرة حبر من شأنها أن تمزق في الإسلاميين بغير شفقة.

أما الدولة الدينية الثيوقراطية، فكم مرة أعلن حزب ( النور) رفضه القاطع لكل صورها البعيدة كل البعد عن فلسفة الحكم في الإسلام ...هذه دولة تصلح لأوروبا العصور الوسطي ، وقتما كانت شعوب أوروبا المقهورة تنظر إلي ملوكها علي أنهم آلهة لايُعقب علي حكمها ،كان القائد الأعلي للدولة الإسلامية أبو بكر يُذيع بيانه الأول علي الهواء مباشرة ًمن المدينة المنورة ( أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم )
ولا داعي للعزف علي وترالأدباء و المثقفين ، فمعلوم للقاصي و الداني مدي حرص السلفيين علي التحصيل العلمي و نهمهم الشديد للمعرفة ، وما حجم شراء السلفيين للكتب من معرضي القاهرة و الإسكندرية الدوليين إلا ترجمة ًلذلك
وإن قاماتٍ كأمثال الرافعي و محمود شاكرو شوقي والمازني والعقاد وجويدة و شوشة ، ليتذوق السلفيون كغيرهم من ذووي الفطر السليمة أدبهم الرفيع البعيد كل البعد عن إثارة الغرائز أو التطاول علي الشرع الحنيف ، وإن كان مِن الأدباء مَن حاد عن النهج القويم فإننا نكتفي بإسداء النصح له ،و كنا أول من تبرأ من صنيع بعض من استزلهم الشيطان من أبناء الجماعات الإسلامية فوقعوا في دم فرج فودة أو نجيب محفوظ ، فلمصلحة من تُخلط الأوراق ؟
نادر بكار
عضو الهيئة العليا حزب النور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق